محطة الطاقة النووية Zwentendorf الواقعة علي ضفة نهر الدانوب علي بعد حوالي 20 ميلاً شمال غرب فيينا، هي محطة الطاقة النووية الوحيدة في النمسا. كانت جاهزة للتشغيل عام 1979، لتقرر الدولة أنها لم تعد تثق في الطاقة النووية وتوقف المشروع، إذ تُعد المفاعل النووي الوحيد في العالم الذي تم تجهيزه بالوقود تمهيداً لتشغيله ولم يتم تشغيله مطلقاً.
حقوق الصورة: Isaak/Flickr |
التعريف بمشروع محطة الطاقة النووية النمساوية
كان من المفترض لمصنع ومفاعل زوينتندورف هو المشروع الأول من بين ثلاث محطات نووية اعتمدتها ووافقت عليها الحكومة النمساوية في أواخر الستينات من القرن الماضي، بقدرة 700 ميجاوات، وكان من المفترض أن تلبي حوالي عُشر الطلب علي الكهرباء في النمسا.
بدأ بناء المفاعل في عام 1972 والإنتهاء منه عام 1978 وبين تلك المدة تم إنفاق ما يقرب من مليار دولار في بنائه. كان وقتها السباق النووي شرساً بين الدول الكبري، وقد ساهمت أزمة النفط عام 1973 بسبب حرب أكتوبر في تعزيز موقف النمسا من الطاقة النووية حيث دفعت تلك الأزمة المستشار "برونو كريسكي" إلي المضي قدماً في تنفيذ المشروع.
مشكلات بناء المحطة
تم تصميم محطة توليد الطاقة Zwentendorf كمفاعل يعمل بدائرة تبريد واحدة، مما يعني أنه يتم تسخين الماء في قلب المفاعل ليتحول إلي بخار وينتقل هذا البخار المشع من قلب المفاعل لتشغيل التوربينات. لم يكن لدي تلك المحطة أبراج التبريد النموذجية لمحطات الطاقة النووية حيث تم تصميمها لتبريد البخار بمياه نهر الدانوب، علي الرغم من أنه كان من الممكن أن يتم تصميم المحطة بأحدث التقنيات وقتها، لكن كان تعاني المحطة من الكثير من عيوب التصميم، مثل عيب الطاقة الاحتياطية للطوارئ والتي تم وضعها خارج المحطة وبالتالي كانت عرضه لفيضان النهر. تم بالفعل إغلاق محطتين للطاقة النووية في ألمانيا بنفس تصميم محطة Zwentendorf بشكل دائم لنفس ذات المشكلة وبسبب مشاكل ميكانيكية.
حقوق الصورة: Raimund Appel/Flickr |
كانت بداية محطة الطاقة Zwentendorf مضطربة ومحبطة للغاية. بعد مرور ما يقرب من أسبوعان علي حفر الأرض تمهيداً لبناء الأساسات، ضرب زلزال قوي المنطقة وألحق ضرراً بالغاً بأساسات المحطة وكان لابد من هدمها وصب أساسات جديدة. ثم بعد ذلك بقليل وأثناء فيضان نهر الدانوب، تسربت المياه إلي وعاء الاحتواء أو الصهريج الأساسي الخاص بالمحطة، مما يشير أن وجود التسريبات سيترتب عليه في حالة الانصهار، لن تكون المياه الجوفية محمية من التلوث الإشعاعي.
علاوة علي ذلك، لم يتم التخطيط للتخلص من النفايات النووية الناتجة عن المحطة حيث تم الاعتماد علي فكرة دفن تلك النفايات في أعمال جبال الألب، لكن سكان القري في محيط المحطة قاموا بعمل احتجاجات واسعة أجبرت الحكومة علي تجاهل تلك الفكرة. حاول النمساويون بيع النفايات النووية الخاصة بالمحطة لعدة دول مثل المجر والصين ومصر لإعادة تدويرها لكن تلك الدول رفضت جميعاً.
استفتاء وطني لإغلاق المحطة
مع تصاعد الانتقادات والمشاكل المتعلقة بالطاقة النووية في حينها، قررت الحكومة عمل استفتاء لتقرير ما إذا كانت ستبدأ افتتاح محطة Zwentendorf والعمل بها من عدمه وذلك في 5 نوفمبر 1978، صوت 1.6 مليون شخص ضد بدء العمل بالمحطة النووية وهو ما كان يمثل 50.5% من الناخبين وقتها. كان هامش الفوز ضئيلاً جداً لكن كان كافياً لتحديد مصير المحطة.
زوار يتفقدون غرفة التحكم في محطة توليد الطاقة Zwentendorf. حقوق الصورة: Raimund Appel/Flickr |
بعد مرور 7 سنوات وحتي عام 1985 ظلت محطة الطاقة النووية Zwentendorf صالحة للعمل، لكن كارثة مفاعل تشرنوبل عام 1986 حطمت أي أمال في تشغيل المحطة مرة أخري. بعدها بعدة أشهر بدأت الحكومة النمساوية في عمل تفكيك جزئي لمحطة الكهرباء وبيع بعض أجزائها لشركات نووية ألمانية، لكن المنشأة أو المبني نفسه لا يزال بحالته البدائية، حيث يتم استخدام مقر المحطة كمركز تدريب للقوات الأمنية ويتم تأجير المقر أحياناً لشركات الانتاج السينمائي لاستخدامه في الأفلام وتنظيم المناسبات.
المصادر
- Tour through the non-operative Nuclear Powerplant “Zwentendorf”, Stefan Probst.
- Joshua Koeb, Nuclear Power Plant Zwentendorf, Nonument.
- William Buchanan, Zwentendorf and the Austrian Anti-Nuclear Movement, Stanford.
- Zwentendorf, A Nuclear Plant that Will Never Be Turned On, Donella Meadows